تقع قرية صَفْينة أو صُفْينَة في عالية نجد، وتبعد عن المدينة المنورة نحو 240 كيلومترًا إلى جهة الجنوب الشرقي. تتبع محافظة مهد الذهب في منطقة المدينة المنورة، وتبعد عنها نحو خمسين كيلومترًا. وعرفت صُفْينَة بهذا الاسم منذ عصر ما قبل الإسلام، كما عرفت بأنها بلدة الصحابية الشاعرة الخنساء تماضر بنت عمرو السلمية، رضي الله عنها، التي أتت على ذكر صفينة في شعرها عدة مرات، خصوصًا في رثائها لأخويها صخر ومعاوية، ومنها قولها:
طَرَقَ النّعيُّ على صُفَيْنَة غُدْوَةً ونَعَى المُعَمّمَ من بني عَمرِو
تتميز صفينة بتربتها الخصبة، وبالتنوع الزراعي، وكثرة النخيل، فضلاً عن المواقع التاريخية، والأثرية. وتتراص فيها أطلال البيوت الطينية القديمة وكأنها خلايا نحل، ولا يزال كثير منها قائمًا. ومن أحيائها القديمة والحديثة، قصر برزان، والقلعة، والشام، والرفيعة. كما تضم آثار درب زبيدة طريق الحج الذي يربط الكوفة بمكة المكرمة، حيث كانت تعد محطة مهمة على هذا الطريق التاريخي، ما يعزز أهميتها وجعلها وجهة سياحية تستحق الزيارة.
يقع في صفينة جبل العَلَم الذي وصفت الخنساء به أخاها صخرًا عندما قالت:
وَإِنَّ صَخرًا لَتَأتَمُّ الهُداةُ بِهِ كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
وهو جبل شاهق يقع في جنوبها. كما تضم قصر صفينة الذي يعود تاريخه إلى خمس مئة سنة، ويتألف من حصون تحيط بها الأسوار السميكة.